منتديات قمر بني هاشم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تجارب موكبية في سيرة رادود

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:19 am

1
بدايةُ المشوار1979


في عام 1979 كُنتُ في الصف الأول الإعدادي ... في مدرسةِ جدحفص الإعدادية ... كانت الأرض على موعد مع حدثٍ فريدٍ من نوعه... الشيخ جمال العصفور رحمة الله عليه كان أستاذاً لنا في اللغة العربية والدين... ابتسامته الوردية الساخرة لا تُبارح منطقة الخيال من رأسي ... دخل علينا الفصل وتلكَ الإبتسامة تُشرق بين فكّيْه ... أدى التحية علينا فرددناها ... قال هل تعلمون ماذا هُوَ اليوم؟ ... وما الذي سيحدث؟ ... بالطبع لم نكن نعلم ... لهذا لم يجد إجابةً بالإيجاب...قال اليوم يصل آية الله الخُميني إلى إيران... كان الاسم غريباً وتسلسل أحرفه لم يألفها نُطقي ...ونحن كشُبّان في طور المراهقة غرباء عن هذا الجو...

قال: نعم الليلة يصل الخُميني إلى طُهران بعد رحلةِ نفي طالت لسنين ... وبعد غربة حافلة بالجهاد ... وانطلقت كلمات الشيخ الجريئة تُنوّر بصيرتنا بما يُحاول الآخرون تغييبه عنّا... هذا الشيخ الشهيد كانت الشجاعة تتفجّر من مواقفه... سَرَدَ لنا قصة السيد المُجاهد المُهجَّر من وطنه إلى العراق فتركيا ففرنسا ... وباتَ الخُميني صورة في أحلامنا تُداعبُ مراهقتنا...

في هذه الفترة كانَ من أصدقائي في الصف (عادل الموت)... أصطحبه إلى منزلهم لمرات... ويصحبني إلى بيت أقربائه... بيت الحاج (أبو أكبر)... هناك كانت الأقدار تنسجُ بداية المشوار الموكبي ... في ذلك البيت المتواضع... وبالإمكانيات البسيطة وفي زاوية من منزلهم الصغير... كانت حجرة خشبية صغيرة... يعشق الشباب الصغار فيها الإمام الحسين(ع)...

يبداؤون بالخطابة وينتقلون إلى عزاء اللطم كالكبار ... هذه هي طبيعة الصغار يُقلدون الكبار في كل حسن وسيئ ... ولله الحمد هانحن نُقلدهم في حسن ما بعده حسن... وإنك لترى الأطفال يهيمون بحب الحسين هيماناً فطرياً دون فلسفة مُعقّدة... ترى لهم في كل ركن من أركان القرية موكباً لا يفتر... وكأنَّ للحسين سلطانا يأسر القلوب من أول صباها إلى منتهاها...

في تلكَ الحجرة الخشبية المُغلّفة بالسواد من سقفها حتى قاعها ابتدأ التعلُّق والشغف بخدمة سيّد الشهداء(ع)... في تلك المرحلة الكثير ممن هُم ليسوا مؤهلين يمكنهم الإمساك بالميكرفون والإنشاد... الحاجة كانت تفرض قبول أي صوت من أي مستوى حتى لو كانَ مُتدنياً... ونحن كشباب قليلة تجاربهم يلذُّ لنا تجربة الميكرفون والوقوف أمام الجمهور وإظهار المقدرة الصوتية على آذانهم ...

كان الشباب ممن هم في سنّي يتسابقون إلى الإنشاد في موكب اللطم المتواضع الصغير ... كان الموكب لا يتجاوز عشرين فرداً أو أكثر بقليل... كانَ المُنشدون الصغار يعتمدون على كتاب المنظورات الحسينية للشاعر كاظم منظور الكربلائي... هذا الديوان هوَ الأكثر شهرة في أوساط المواكب على ما يبدو... لهذا الديوان أكثر من أحد عشر جزءاً مُتنوع البحور والمقاصد... تتناول المدح والرثاء...

قصائد القعدة التي يُمارسها العراقيون كثيراً ... وهي قصائد تُلقى على الجمهور حيث يُشارك الجمهور بالجواب فقط دون اللطم ... إلا أنَّ قفلات الفقرات قد تُناسب اللطم... كذلك يحتوي الديوان على قصائد اللطم المُتنوعة... لهذا الشاعر نفسٌ راقٍ في الإبداع الشعري... ولا يخفى على مُتتبع ديوانه ما له من تميّز...

كاظم منظور هذا من مواليد 1320هــ ... تعلّم القراءة وعمره 25 عاماً وهي دلالةٌ على صلابة إرادته في الوصول إلى ما يُريد... ويُنقل عنهُ أنّه أكثر ما يُبدع في قصائده إذا كانَ مشغولاً بأمور أخرى... وهي ميزةٌ لا تتوفر في الكثير مِنَ الشُعراء............ لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:21 am

2
من المكان الصغير

لا زالَ الشيخ جمال يقص علينا مسيرة الكفاح الخُمينية ... مقعدي الأول من أمام طاولته يُتيح فرصة التمتع بحديثه أكثر من غيري... أعجبني في هذا الشيخ قوة شكيمته وعدم مُبالاته بالآخرين في ذات الله ... ولا أنسى ألقا في توقيعه باليد اليُسرى حين يختم التوقيع بقلم الحبر الأسود ... لعلها من أجمل الصُدف أن أكون أنا أيضاً ممن يكتب باليسرى ... قرأت في هذه الصُدفة تفاؤلاً جميلاً يُدغدغ طُموحي في التمثل بشخصه الكريم.

لم يكن استخدامه لليسرى من الفطرة... كان السبب لعائق منعه من الكتابة باليمنى... هو بنفسه روى لنا السبب... حين اشتعلت الإنتفاضة في قم ... وتحصن طلبة العلم الحوزويون بالمدرسة الفيضية... هاجمتهم جلاوزة الشاه لأيام ... كانوا يقتاتون الخبز اليابس فيها... دارت بعدها مواجهات بين مُدرعات النظام الشاهنشاهي والطلبة ... تلقّى على إثرها رصاصة استقرّت في كتفه الأيمن... كشفَ لنا عن جُبّته وثوبه... رأينا أثر الرصاصة لحماً غائراً في كتفه...

دعانا الشيخ لحضور المحاضرات المقامة في مأتم الحاج محمّد علي العكري بقرية الديه .... على ما أتذكر حضرت محاضرته الأولى هُناك... كانت تهمي حِمماً على فساد القضاة المستفحل في البلاد... بكل ما يحمل هذا الشيخ من خِصال طيبة توطّدت علاقتي الروحية به...وكان حافزاً لي على طريق الحسين...

أبديت له مرة عدم مقدرتي على شراء كتاب من مكتبة أهل البيت... كتب توصية لصاحب المكتبة بإعطائي الكتاب وتسجيله على حسابه... عندما أنزلت المكتبات كتاب ((الخميني أقواله وأفعاله)) كان يرغب في شرائه... لكنه نفذ قبل ذلك... استعاره مني ... وكانت بعدها أحداث غيبته في سُجون الاضطهاد وغيّبت كتابي بغيابه.

لمس أصدقائي من محاولاتي في التقليد على خطابة الدكتور الوائلي صوتاً يمكن أن يُقدم شيئاً ... شجعوني على خوض التجربة في موكب اللطم ... في تلك الحُجرة الخشبية كُنا نلتقي ... ذلك المأتم الصغير المكسو بالسواد وبالأعلام الصغيرة المُطرّزة بالقماش الأخضر والأحمر... عبارة (يا حسين) لها نصيبُ الأسد في الأقمشة... تراها في جانب مكتوب بالصبغ وفي جانب آخر مُطرّزة بالقماش ... وأعلام أخرى مكتوبٌ عليها (يا أبا الفضل) .... من هذا المكان الصغير كانت أولى خُطواتي.

لجأت لديوان المنظورات الحسينية كالباقين... حصلت على القصيدة التي سألقيها ... مصدر النور النورمن براهينه ... تجد على وزن هذه القصيدة مجموعة قصائد ... وهو أسلوب عند هذا الشاعر ... حيث يكتب مجموعة قصائد على نفس الوزن ليستوعب ما يُريد إفراغه في هذا الوزن ... لحّنت النص بالخبرة البسيطة من خلال سماعي لقصائد الكاسيت للراواديد العراقيين ... ألقيت القصيدة فلاقت استحساناً من الشباب .......لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:21 am

3
الراية المُعطَّرة

الأرض حُبلى بأحداثٍ جسام ... هُناكَ في الشرق ثورةٌ عارمة تُطيح بعرش لم يكن الحلم يُراود أحداً بسقوطه ... القلوبُ المتعبة تعاطفت مع هذه الثورة ورافقت خطواتها ورفعت أكفها بالدعاء لها ... المستضعفون في كل مكان رأوا فيها تمهيداً لمهديهم المنتظر .. إلا أنَّ بعض قاصري النظر ... المتوغلين في الجهل أضمروا لهذه النهضة وقائدها بُغضاً مبهماً ... للأسف يحدث هذا كثيراً ... يحدث أن يكره الإنسان من على يده خلاصه ...
لكن الشمس لا يوقف مسيرها مُنكرها أو شاتمها...

الحماسة في الدماء الحسينية لاتزال نابضة .... ومن المأتم الصغير بجسده الخشبي وامكانياته المتواضعة واصلت مسيرة الصوت الحسيني ... وبكل براءة وبساطة كنا نؤدي واجبا كنا نرى علينا أن نؤديه .... البراءة فينا لاتحجب أحدا عن تأدية ما يرغب به من خدمة .... حتى من كان صاحب هفوات بارزة يتمكن من تأدية خدمته ... ولعلها أن تكون طريقا مفتوحا للعودة الخالصة....

الراية المُغطّاة بالأقمشة الخضراء المُعطّرة ... نأخذها مع بداية الموسم نمرّ بها على البُيوت .... هذه الراية عبارة عن مُجسَّم لكف نحاسية يُكتب عليها في الأغلب (يا أبا الفضل).... يُوضع في معصم الكف عصى خشبية أو حديدية ... نمرّ بها على البيوت ... يتبرّكون بها لانتسابها لذكرى الحسين (ع) وأخيه ... ويُقدمون ما يجودون به من رز أو مال لدعم هذه الشعائر ...

وعادة ما نعطيهم خيطا نستله من قماشة خضراء مضمّخة بالعطر الزاكي ... بتنسم ذلك العطر تنقدح في ذهنك تلك الثورة المباركة لسيّد الشهداء ... الفطرة السليمة تقود أصحابها إلى الدرب المُنجية ... وعلى أصحابها أن ينصاعوا لقيادتها... الفطرة هذه قادت الفتية اليافعين إلى توحيد جهودهم ولملمة صفوفهم .....

كانت خطوة مباركة اندمج منها مأتم (أسامة سوار) مع هذا المأتم (مأتم الموت) كان هؤلاء الفتية الناشئة على عكس توجُّهات الكبار من تسلّط وعدم تنازل ... الكبار الذين يسدون الأبواب المُشرعة للوحدة ... الذين كثيراً ما يلهبون قرارهم بسعير الشقاق .... الذين نزعوا جلباب الحسين الحقيقي ولبسوا آخر يُوهمون الناس به ... الكبار الذين يؤكدون على ضعف ذواتهم أمام الامتحان فيصغرون.

هؤلاء الصغار استطاعوا أن يكونوا كباراً أمام كبارهم الصغار ... تمكنوا من دمج الإمكانيات المادية مع بعضها ... وإضافة النفوس البشرية في كتلة واحدة ... وعلى بُعد مئات الأمتار كان هناك مأتم (عبد الإمام) الذي سبق بخطوة التوحيد مع مأتم (إبراهيم الأنجاوي) وتأتي الخطوة الأقوى ... وهي دمج كل هذه المآتم في مأتم (عبد الإمام)...

بهذا أصبح مأتم (عبد الإمام) نقطة تجمّع الشباب الكُبرى بعد مأتم (الجلــّل) ومأتم (الجمّة) ...المكان الذي يقع المأتم فيه يضيف له أهمية كبرى ... المأتم يقع على ناصية الشارع الرئيسي في السنابس ... في نهاية الشارع وفي رأسه بالضبط لا إلي اليمين ولا إلى اليسار.......لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:22 am

4
مأتم عبدالإمام

عبدالإمام هذا كواهُ اليُتم بلوعته... نشأ يتيم الأب تتلاطمُ به أمواجُ الحياة ... ترعاهُ أمٌ رؤوم ليسَ لها من الصبية سواه ... وفي هذا البيت المتواضع القابع على أطراف زاوية من زوايا مقبرة السنابس عاش ... الأرض التي يقع عليها المنزل وما جاورها من فراغ صادرها المُتنفذون ...

كانت لأبيه ولكن دون أوراق ثبوتية ... شاءت مصالح السُرَّاق أن يُسجلوها للأوقاف لأمر ما كما يقول هو ... بهكذا مُعاناة بدأت الحياة طريقها معه ... فبات يملك سكناً ولا يملكه ... كالقابض على الماء في كفه ...

وليست صدفة أن تُطلق عليه أمه هذا الاسم ... اسمُ يُكفّرنا به الآخرون وينعتوننا بالشرك بمجرد تلبسنا به ... كلا تلك عُبودية تشرف وانتساب وليست عبودية عبادة ...ألم يقل عليٌ (ع) أنا عبدٌ من عبيد محمّد ... عليٌ بكل ما يملك من خصال ملكوتية يكون عبداً لمحمّد .... علي المعصوم يضع خدمته لمحمّد إكليلاً على رأسه وينعت نفسه بالعبودية له ... أفلا نتشرّف نحن المُقصرون بإضافة أنفسنا عبيداً لسيد الأحرار والمُضحِّين ...

عبدالإمام نسجت الأقدار طريقه في هذه البقعة المُغتصَبة ليسترجعها برفضه... وإن لم يسترجعها للآن إلا أنّهُ أقام عليها في يوم ما بؤرة مٌعارضة للظلم والإجحاف ...في الفناء الخارجي المُجاور لمنزلهم المتهرئ أقام حجرة من الأخشاب القديمة ... جعلها مأتماً يُقيم فيه الخطابة على سيد الشهداء ويعقب الخطابة العزاء ... في هذا المأتم ألقى هذا الشاب ما في قوسه من طُموح ...

في كنف الألواح الخشبية أشاد المأتم يأمه الفتية المُتحمّسون لتأدية مراسم العزاء كالكبار ... وبعيداً عن الكبار ... في فسحة من أمرهم... أخيراً حطّطنا قدم التسيار في مأتم عبدالإمام اليتيم ... مأتم جمع في فنائه مشروع عِدّة مآتم صغيرة ... رحت أواصل تطلعي إلى تنمية قُدراتي في الموكب ... قبلها بسنوات كنت أتابع العزاء وأغبط كل رادود بما يحتله من مكانة ... ولا أكذب إذا قلت أنَّ الحسد كثيراً ما يدخل في الخط ويُلغي الغبطة ...

هي حالة تُصاحب الفتية في مثل هذا السن ... تطلع للوصول إلى مرتبة الرادود ... أصبحت هذه البقعة موقعاً يأوي إليه الشبيبة ... في تلك الأثناء وما سبقها من وقت تعرفت على الرادود رياض يوسف ... جمعتني به رابطة حب الخط العربي ... رآني أخط بقلم من الحبر بريت سِنه بطريقتي ... طلب مني أن أصنع له قلما مثله ... وبهذه الطريقة توطّدت العلاقة ..

بحكم سبقه في ممارسة الإنشاد في الموكب كان يُنشد قصائده في مأتم السنابس ... مهما نسيت لا أنسى قصيدة ألقاها في محرّم الحرام في موكب المسير ... القصيدة من نظم الشاعر العراقي هادي القصاب المولود في عام 1340هــ ... الحرب لحسين إجت امسيرة ... هذي قضية امدبرة....

مع أنَّ الوقت كان مطلع الثمانينات إلا أنَّ هذه القصيدة فيها كفاءة على مزج الحاضر بما سبق من زمان ... وبالتجول في أروقة أبياتها نجد الشاعر يعكس أحداث الطف على واقعنا المأساوي ... هناك حرب أقيمت ضد الحسين وهنا حرب تقام على المسلمين ... وللشاعر براعة في مقاربة الصور بأسلوبه الرقيق ...

في قصيدة أخرى يعقد علاقة تشابه بين كسينجر وزير الخارجية الأمريكي وشمر بن ذي الجوشن ... يقول ... بوسيطين ابتلت الدنيا شمر وكسينجر ... لا أمان لمن ... خان حق الوطن ... وهما الاثنان يعبثان بمُقدّرات الأوطان ... قصائد هذا الشاعر صورة جلية لما للشعر الحسيني من باع طويل في مُعالجة قضايا الأمة والخروج من عاشوراء بحلول لكل زمن رديء ...

بلى في تلك الفترة أشرقت العلاقة بيني وبين رياض يوسف .... وإلى هذه الفترة باشرنا بممارسة الرثاء بإمكانات بدائية ... من مأتم عبدالإمام ينطلق الموكب كالجدول المُترقرق متجها إلى الغرب على امتداد الشارع ... يجوب الشارع حتى المنعطف إلى الشمال ... وفي الختام يُعرّج على مأتم بن خميس داخلاً باحته ونعود إلى موقع المأتم... حتى رأينا أنّ سعة المأتم تضيق بالمشاركين ....وبقليل من التبرعات وسع المأتم في الزاوية الأخرى من الأرض ... هذه المرة كان البناء مُطعّماً بالطابوق والخشب وبسعة مضاعفة......لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:22 am

5
أدّبتني التجربة

يتفق علماء القافية على أنّ للقافية عيوباً تقهر الشاعر وتستولي على نصه ... (الإقواء) هو أحد هذه العيوب ... وهو أن يأتي الشاعر ببيت يُخالف الأبيات السابقة في حركة الإعراب ... كأن تكون القصيدة أبياتها مجرورة ويأتي هذا البيت مرفوعاً ... فإن أجريت عليه حركة الجر كان خطأ في العربية والذوق ... وإن أجريته على موقعه الصحيح بحركته المُناسبة كان بيتاً هجيناً مخدجا كما يُطلق عليه المهتمون بالشعر ...

البعض رُبّما تساوره فكرة أن يجوز له كشاعر ما لا يجوز لغيره ... غير أنّ هذا الخطأ لا يجوّزه له علماء الشعر ... ويُعِدُونه ضعفاً يجعل الشاعر كالمُنْتِج المُتهاون في بضاعته فيدُسّ فيها التالف والمستهجن ...

أنا في تلك المرحلة كنت أحد هؤلاء أتخبط في متاهات الشعر ... مرة أصيب وعشراً لا يصيب سهمي إلا ما يضر ولا ينفع ... كتبت قصيدة كان مطلعها ... يا تربة الطف انثري دم الكراما ... فالدم يحي ثورة لا تستضاما ... ولا يخفى على المتحصل على قليل من قواعد العربية ما في النص من تجاوز يؤذي (سيبويه) وما لحقه من أفذاذ العربية ...

(الكراما) في موقع مضاف إليه تُجر ولا تُنصب ... ولا يمكن لألف الإطلاق أن تتصل بها ... أيضاً (تُستضاما) تقع بالرفع وليس النصب ... لقصور معلوماتي اعتقدت بعبارة يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره ... كُنت أحسب النص جميلا ... مع بداية تشييد الموقع الجديد للمأتم ... كتبنا اللوحة المتنقلة مع الموكب وطرّزناها بعبارات سيد الشهداء ثمَّ ثُنّيت بكتابة هذا البيت من الشعر على الواجهة التي يوضع فيها المنبر ...

كنتُ معجباً بهذا النص ... متى أفقت من سكرة إعجابي؟ !... عندما قرأ النص الأستاذ عبدالغفّار القفاص ... بصّرني بمواقع العُيوب والخطأ في النص ...
هذه التجربة أدّبتني حقاً وردعتني عن الخوض في الشعر الفصيح لفترة ... ورحت أنتقم من هذا الفشل بقراءة بعض الكتب المتخصصة في النحو ... فكل أيام الدراسة ودروسها لم تفلح في التجاوز عن هذا الزلل ... أُبان أيام المدرسة كان درس النحو من أبغض الدروس إلى سريرتي ... رُبّما كان الأساتذة لا يمتلكون تحبيب المادة ... كأنهم يؤدون مهمة حامل الثقل يريد الوصول إلى نقطة إنزاله فقط ... يجعلون من النحو هلعاً يدبُّ في الطلبة ... يلقون به في آذاننا ليستقر في فراغ ...

استقرّ النص فوق جدار المأتم لأيام وجيزة فقط ... حتى جاءه (موسى جعفر) وأزاله من الجدار عن بكرة أبيه ... لم يكن السبب تعصُباً لدروس (سيبويه) ولما في النص من زلاّت عربية ... كان السبب يكمن في كلمة (ثورة) المتوسطة في الشطر الثاني من البيت.

جوّنا كان مُلبداً بغيوم الخوف والرهبة من بطشة الدولة ... ذراعها تُطالنا لأتفه الأسباب ... فكيف بنا ونحن فتية في يفعان العمر وتأخذنا موجة الحماس ... وعلى تُخوم بلادنا ثورة شيعية انتصرت للتوّ ... وها نحن نصدر واجهة المأتم بما يدعو للثورة ... والخروج عن طوق الدولة المُضطهِد الآسر ...

قرعتني طُبول الغضب لما نال جهدي من زوال ... ودارت حينها سجالات من الحوار ... وأعترف أن الفاعل أسدى لي معروفاً بعد أن انبلجت الحقيقة عن أخطاء النص ... كذلك قدّم خيراً لنا كقائمين على المأتم بسدِّ عين السلطة عن التحرُّش بنا ... لكنه الحماس هو من يقود في حالات كثيرة ... الحماس القائم على الانفعال الفارغ عقيم ... كالنار تشعلها ولا تملك قدرة على حصرها .

استبدلت النص بعمل قوسين في أحدهما (يا حسين) وفي الآخر (يا شهيد) ... في تلك السنة استحسن (موسى جعفر) أن يكون رادوداً ويمتع حنجرته بقصائد الرثاء ... استل قصيدة من قصائد الرادود (جاسم النُويني) ... هذا الرادود من رواديد العراق المبرزين ... له قصائد تثير لواعج الأحزان من شدة ما تطفح بالعاطفة ... وقصائد أخرى تتعمق في القضايا الاجتماعية والسياسية ... أكثر القصائد ذات البعد السياسي تكون من نوع قصائد (القعدة) ... لما فيها من تيقظ المستمع للسماع الواعي ,,, ولربما جاءت قصائد العاطفة رقيقة في هذا النوع أيضاً ...

له قصيدة مطلعها ... تخبرني عن القدر ... الله من هالخبر ... أفرغها موسى من الشريط بشغف ... وجاءنا على مدى ليالٍ متتالية ... كل ليلة ما إن ينتهي الخطيب حتى يُرهقنا موسى بقصيدته المكرورة ... لا يمل من تكرارها ... ولا يجد من يُصارحه بسئمنا ... كان يغفر له عمله خفة ظله على النُفوس ... حيث كانت الطرفة ملازمة لروحه المرحة......لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:22 am

6
في مأتم الكبار

الصغار لا يبقون صغاراً إلى الأبد ... كما قال الإمام ... أنتم صغارُ قومٍ يُوشك أن تكونوا كبارَ قومٍ آخرين ... الصغار بتطلعهم لتقمص أدوار الكبار يعدون أنفسهم لحمل مسؤوليات الكبار ... وما تمتاز به مواكبنا هذا المزيج المُعقّد من العلاقات ... فالكبير إلى جانب الصغير يلطمان ... الصغير يُوقر الكبير والكبير يُعطي بدوره زخماً من التجارب للصغير ...
يفرح الكبار بصوت الفتى الصغير لأول وهلة يُطل بصوته عليهم ... يستبشرون بموهبته ويُضفون عليه من تشجيعهم قوّة واندفاعا ...

بمعرفتي برياض يوسف أتاح لي فرصة المُشاركة في مأتم السنابس ... الارتباك يختلجُ في صدري ... الوقوف في حلقة الموكب بين الكبار كدخول الحُجرة المُظلمة ... تدخل في فراغ قاتم ... تجهل ما تُواجه ... بخبرة بسيطة تواجه طوفاناً من التجارب ... ولا بد من هذه التجربة لسلوك الطريق المؤدي إلى السؤدد ... ولا بُدّ من اقتحام الرهبة والفتك بشبحها الجاثم على أضلاعي.

في المأتم الآخر (مأتم بن خميس) الموكب ينطلق في وفيات صفر ... منها وفاة الإمام الرضا (ع) المسموم في خُراسان بعيداً عن مرأى أهله ومُحبّيه من السُلالة النبوية ... في هذه المناسبة ألقى الرادود (حسن المعلمة) قصيدة أعجبتني كثيراً ... القصيدة تنتقد الوضع القائم في القرية من تفرقة وغرس للضغينة بين الأخ وأخيه ... مستهلها يقول ... فكروا يسلام بحالة وضعنا ... ولمتى نبقى متفرق شملنا ... والرضا شفتون حاله ... والعدو يتّم أطفاله ...

وتحمل في ثنايا أبياتها هجوماً لاذعاً على المتوغلين في الشحناء ... فيها يقول الشاعر ... عمي وخالك أخوه من ديره ... لا يفرقنا البايع ضميره ... استهلاله لهذه الفقرة بعلاقتي النسب ... الأولى للمتكلم والثانية للمُخاطَب فيها دلالة على تقارب العلاقات في حقيقتها وإن باعدها الشيطان بما يجري من تناحُرات بين الإخوة...


نفس القصيدة ألقاها عصراً ... لم يكن من ضير في السابق إلقاء القصيدة ليلاً و عصراً ... سِيّما إذا كانت ناجحة جماهيرياً ... دارت القصيدة في خلدي وترنمت بها ... ذهبت (للأخ حسن المعلمة) ... لم تكن لي به معرفة سابقة ... كانت هذه القصيدة فاتحة المطاف في علاقة طويلة ورفقة مشوار مليء بالخدمة ... طلبت القصيدة منه ... أمهلني ريثما يستشير شاعرها ... (السيد عيسى شرف) بشاعريته الحية كتب القصيدة ... بعد استشارته لم يكن من مانع لديه ..

أخذت القصيدة نسختها باليد وأعدتها له في ورقتها الأصلية بخط شاعرها ... في مأتم السنابس لم يكونوا يحيون وفيات الأئمة في صفر ... هم مقتصرين على محرم وذكرى الأربعين ووفاة الرسول الأعظم (ص)والإمام علي (ع) ... المُقرر أن أشارك في وفاة الرسول الكريم... القصيدة في مطلعها بعد عن مناسبة وفاة الرسول... جعلتها كالتالي... والنبي شفتون حاله... ولمتى نبقى بجهالة ... بمحاولة بسيطة جعلتها هكذا... وبمعرفة متواضعة من قراءاتي هنا وهناك ... ومن خلال ذائقة السمع ... حرّكت شيئاً ما في النص لأهيئه لما أريد... والحاجة أم الاختراع... كثير من القصائد أجريت عليها معالجة بهذه الطريقة لأجعلها تستقيم لوزن أريده... أو لمعنى أنشده.

وألقيت القصيدة في جزء لا بأس به من طريق الموكب ... لم يكن الرادود حينها في هذا الموكب يستوعب الطريق كلها... من الممكن أن يكونوا أثنين أو ثلاثة يتتابعون في تأدية قصائدهم... بشيءٍ من الوجل أدّيت القصيدة وسط أجسام الكبار... وأنا فتى لم أتجاوز السابعة عشر بعد... تُحدجني الأنظار بأشعتها ... ولا أعلم أي أمر تؤول إليه قصيدتي...

أثنى الآباء الكبار على قصيدتي ... وأمطروني بالمديح الفائض ... لعل المدح هذا يبقي أضراراً وإن جاء بالمنافع ... فالنفس ذات خفايا ... على قارعها يقع حب الثناء والإطراء ... ولعلَّ التشجيع كان الدافع الأساس لهم ... امتطيت مديحهم في تكرار الموضوع لمرات متتالية ... صرت لا ألقي قصيدة تخلو من دعوة للتوحد وترك التشرذم ... غفلة من الجميع عمّت حيث لم يوجهوا لتنوع المواضيع في القصائد ... إنما كان هذا الموضوع بارزاً وآخذا بعقول الكثيرين.

من الغريب أن القصيدة ألقيت في موقعين يتمركز فيهما جُلُّ التناحر ... ولم تغير ولم تحرك راسخاً في النفوس ... ربما لقناعة كل طرف بعدالة طرفه ... ومن الطريف أن تُصبح القصيدة التي أنجحتني لدى موكب الكبار نقطة تعيير من الشباب الساخرين ... إذا أراد أحدهم استفزاز مشاعر الحنق لدي يناديني ... فكروا ... تذكيراً لي بصوتي حين أطلب من الجمهور ترديد المستهل ... قليل من الصدى يجد هذا الاستفزاز في نفسي ... القصائد الأخرى حملت نفس الموضوع تقريبا ... كتبتها بمقدرة بسيطة في مجال الشعر...

لم يكن الشعراء متوفرين حينها ... تحاشي الوقوع بين أنياب السلطة هو السبب ... ذهبت مع الأخ رياض للشاعر ملا علي الرضوي ... طرقنا بابه طالبين منه إتحافنا بشعر نلقيه في الموكب ... وهو الشاعر المعروف صاحب الديوان المطبوع ... وصاحب القصيدة التي ألقاها جعفر سهوان في الموكب ... لم لا أشكر ربي كل حين ... فلقد حقق آمال الخميني... قصيدة لاقت أعجاباً من الناس ... وهو لاقى عناء من السلطة أيضاً بسببها ...

تنصل من طلبنا بأعذار أدركنا وهنها ... الريبة تجوس في نفسه تجاهنا ... لا يعرفنا مسبقاً ويخشي عواقباً كعواقب قصيدته السابقة ... تعذّر بفقدان الصفاء الذهني ... وسد الباب في وجهينا ... وعدنا نُجرد أقلامنا الناشئة في تسطير الكلمات في الأوزان التي نريدها ... أو في تفريغ الأشرطة العراقية وإلقاء القصائد منها.

القصائد العراقية تُمثل رافداً كبيراً في تلك المرحلة ... لا يخلو موكب من الاعتماد عليها... ولقد كانت إنتاجاتها ثرية حينئذٍ ... لم يستول ِ حزب البعث عليها بعد ... ولم تمنع المواكب من تأدية واجبها.....لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:23 am

7
مُنافسة الكبار

القدر غيب لا يكشف خفاياه بصر ... نحن مطايا القدر إلى النتائج ... يقتادنا إلى مصائرنا المحتمة دون إشفاق ... لرُبُّ دربٍ تمقت وضع رجليك فيها وفيها تقطف باقات النجاح ... وفي نقطة ما يكون الطريق ممهداً للطامحين ... ومنها يتسابق المبدعون إلى عطاءاتهم ...

أصبح مأتم (عبدالإمام) ملتقى يضم اليافعين ... يجذب إليه الشباب من نواحي القرية كلها ... بهذا صار الكبار يتوجسون خيفةً من هذا الموكب البرعم ... الشباب المشاركين في المأتمين يشاركون أولاً في كل مناسبة هنا ... وهذا لا يبعث السعادة في كبارنا بل يجعل القلق يراودهم ... طبعاً فتأخرنا عن الإنتهاء يسبب تأخرهم في إبتدائهم.

ألح علينا القائمون على موكب السنابس في التبكير بالخروج وكان نقاشاً ذا سجال ... إحدى المرات تأخرنا في الانتهاء ... كانت النتيجة أن ألغى (مأتم بن خميس) خروجه ليلاً ... ولا أنسى أنها كانت وفاة السيدة الزهراء (ع) ... وكان البرد قارساً حينها ... ومع تأخر الوقت تخلى القائمون على الموكب عن الخروج ...

نعم بعض الأحيان تتصادم الرغبات ... فلا بد لرغبة ما من البروز ونفي الأخرى... كبارنا أحيانا يهملون الصغار ... ولا يكلفون أنفسهم مشقة العناية برغباتهم ... فيشبون ويؤسسون مشاريعهم ... وفي النهاية تكون كمشروعنا يتطاول لمنافسة الكبار ... نبت الزغب على أجنحتنا واستعدت للتحليق ... شطر كبير من طاقاتنا تصرم في تسليح الموكب بالمواهب المخفية لنكون بدائل ...

المؤسسة المعتمدة على طاقة محدودة سريعاً ما تنهار ... وكيف تهجع أجفاننا ونحن مهددون في كل لحظة ... لمطاردة الأمن لمجرد إحيائنا للعزاء ... من الشباب الذين أفلح الاختيار تصويبه عليهم الرادود علي سلمان ... تم التعيين له ليشارك في وفاة الإمام الرضا (ع) ... يبدو أن الرادود رياض يوسف أعتنى بمتابعته ... لقد أدى تلك المشاركة بقصيدة جميلة إبتداءاً فيها ... في الرضا مصيبة عظيمة ماجرت ... الله أكبر ...

شاءت الأقدار له التوفيق كما شاءت لغيره الإخفاق ... وكانت لنا رميات طائشة لم تصب ... لم نصب كثيراً في اختياراتنا ... لكون الاختيار غير مؤسس على معايير تحكم صفات الموهبة المطلوبة ... والظاهر أن موقعنا كان منطلقاً للرواديد ليتأهلون لموكب الكبار ... سيما بعد دمج المأتم مع مأتم (الجلل) ...

هي الفرصة الكبرى لتوثيق علاقاتنا كرواديد مع بعضنا ... كمعزين يلتقون هنا ثم ينفضون كل إلى مأتم من مآتم الكبار ... ومهما أختلف الناشئة مع الكبار تبقى أساليبهم تحذو حذو الكبار في الأداء ... مواكبنا صورة مصغرة من أولئك ... في المسير والداخل والوقفة والهوسة .

الهوسة فن قائم بذاته لا يجيده كل معزي ... ولا يتمكن من تعاطيه أي رادود ... لها أنماط مختلفة وألحان متعددة ... ليس كل لحن يناسب لها ... لها سرعة معينة التجاوز بها يفشلها ... والإبطاء عنها يخرج بها عن حماستها ... هي بيت يلقيه الرادود للمعزين فيردونه عليه ... وهكذا لثلاث مرات متتالية أو أربع ... بحسب طول شطر البيت أو قصره ... بعد الرد الثالث الأخير يرفع المعزون أصواتهم بإشارة النهوض بالمجموعة ...

عادة ما تكون إشارة النهوض كلمة (حيدر) ... سابقاً كان البعض يستخدم كلمة (فوق) ... بعد الإشارة ينهض المعزون بقيادة المجموعة الأمامية ... التي لا بد لها من مرشد تتبع إشارته ... بعد النهوض وبعد أن يلطم المعزون ثلاث لطمات على صدورهم يوافيهم الرادود بشطر من الشعر لربما كان هو الأول أو ثانٍ يرافقه.

ولابد للهوسة أو الهواسه ... كما يسميها البعض .. من شطرين على أقل تقدير ليتم موازنة الأخذ والرد ... يأتي المعزون بخمس وعشرين لطمة بعد الثلاث لطمات على أقل تقدير ...وهذه مسألة يحكمها طول الشطر وتحكم مرشد المجموعة في تعيين وقت إقفال الهوسة والنهوض بها .

بعض القرى يطلق على هذا الأسلوب اسم (تجنيزه) وبعضهم يلقبها (الرداحية) لما فيها من إيقاع سريع الضربات ...

صاحبنا موسى تستهويه الهواسات ويبرع في تأديتها بأسلوب الحماس الفائض... إحدى المرات إبان الحرب العراقية الإيرانية ... اغتنم فرصة إنزواء الموكب في أزقة القرية ... ولقناعة ما بعدم وجود المخابرات هناك خلف موكبنا ... أدى هواسة يشكل فيها على صدام كمفتعل للحرب ...

قال فيها ... يراوينا صلاته وقلبه لأمريكا سجد ... تفاعل المعزون معه واستجابوا لشطره وكرره إلى أن نهض المعزون ... كان المنتظر منه أن يعقب ببيت آخر ولا سيما بعد نهوض المعزين ... أصبح في حيرة من أمره ... لا يستطيع العودة للبيت الأول ولا يملك شطراً آخر ... فما كان منه سوى أن استعاض بكلمة كررها مراراً ... اقلب اقلب اقلب اقلب ... بضع كلمات فجرت أفواه المعزين ومصاحبي الموكب بالضحك ... ما جعل الموكب بحاجة لإعادة ترتيب من تلك النقطة.....لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:23 am

8
رجلٌ يُغريكَ بالإعجاب

البحث عن أسباب النجاح مرهق ... يكلف جهداً مُضنياً ... عندما يسود الاعتقاد أنّ النجاح في زاويةٍ ما وتكتشفه في غير تلك الزاوية تُصاب بصدمة ... الصدمة تعني فشل المعايير في تحديد دعائم النجاح ... الباحث عن النجاح كالصياد ... يلقي خُيوطهُ في البحر ... بلا أيّ معرفة لما سيأتيه من صيد ... قد يُقدّر نوع الصيد لمعرفته بالمكان ... ومع ذلك يبقى تقديره رجماً بالغيب إلى أن يستخرج خيوطه من البحر ...

النجاح فردوس غائب نبحث عنه في خِضمّ المشاركات بين النص واللحن ... ما قد تعتقد ناجحا وسيلاقي قُبولاً يُخيب أمالك وتكون النتيجة فشلاً ذريعاً ... ويكون الأمل صريعاً تحت وطأة الحظ والتوفيق ... وما إن يصرع أمل حتى يحيي أملاً آخر ... نضعه جسداً نعبر عليه إلى النجاح ...

كثير من الشباب قدّموا محاولات لدخول سلك الإنشاد الحسيني دون فائدة ... يبحثون عن النجاح في الوقت الذي لا يملكون به عيناً لرؤية النجاح ... المؤهلات الأولية استعصت عليهم ... الصوت الحسن ومَلَكَة التحكّم فيه أوليات غير موجودة فيهم ... وبفقدان هاتين الميزتين ... تبطل أية محاولة لصنع الرادود...

الموهبة الحقيقية تستطيع تلمسها من المشاركة الأولى ... والمواهب الأخرى بحسب مستوياتها تتردد في التقدم أو التأخر ... ومن الطريف أيضاً حتى من تجاوزوا الثلاثين حينها داخلهم التطلع ليصبحوا رواديدا... إلاّ إنها محاولات غريق في بحرٍ لُجّيٍ ليس له من النجاح إلا الأحلام ...

يمكننا أن نغفر لهذه المحاولات في ذلك الزمن ... لبعده عن تقنية النظام الإداري المحكم ... ولشبه الفوضى السائدة في ترتيب المواكب ... حيث لا جهة إشرافية أو تقييمية تتابع الرواديد ... ولكن مالا يكون في صفحة الغفران أن يستمر هذا الأسلوب إلى الآن ... بمجرد أن أرى في نفسي الرغبة الملحة لأكون رادوداً أقتحم الصعاب وأمارس هذه المهنة ولو لم أكن من أهلها ...

هذا أمر يدعو للعشوائية والفوضى المضرة ...حتى صاحبنا موسى رأى في نفسه القدرة على ممارسة دور الرادود ... ذهبَ وأفرغ قصيدة ... يحسين بضمايرنه ... من الشريط وجاء وألقاها في موكب المسير ... وأتم المسير بالقصيدة ... في النتيجة اقتنع صاحبنا بأنه يحاول إطرابنا بنغمةٍ نشاز ... والحمدُ لله أنه كفانا شر سماع ذلك النشاز ...

البعض يحمل بين جنبيه شخصية مرحة ضاحكة ... حركاته تغري البسمات بالبروز من الأفواه ....وتعابيره تثير الضحك من مخابئه ... هكذا شخصيته لا يناسبها دور الرادود لتعاكسها معه ... الرادود يؤدي دورا جاداً ينافي لدور المرح ... وهل يستطيع المستمعون والمعزون تناسي الشخصية الأولى أثناء دور الرادود ... يبدو هذا أمراً صعباً ... ويعود على الموكب بما لا يحمد ولا يطاق ...

استمرت مشاركاتي مع الشباب والكبار على حد سواء ... في أول الليل مع الشباب ثم أعرج لأتم المهمة في مأتم السنابس ... الطاقة كانت حافلة نابضة ... أعد قصيدة للشباب وأخرى للكبار.... علي إتمام مالا يقل عن نصف الطريق لدى الشباب ... وثلثه مع الكبار ...

في مأتم السنابس رجل يغريك بالإعجاب ... بهدوء جوارحه وصمته الوديع ... (ملا عبدالعزيز مشيمع) صوت نشأ في أحضان المأتم ... منذ صباه تعلق بالحسين ... تعلم الخطابة بجهد شخصي ... وجعلها مهمة من قسمين ... قسم للمنبر ... وقسم للموكب ... في محرم الحرام بالذات يصبح جندي المهمات الصعبة ...

كل الليالي من السابع إلى العاشر من محرم وبإضافة العصر هو من يملؤها بقصائده وموشحاته ... لا يكل ولا يعبأ بالتعب ... له صوت رخيم شجي ... وأسلوب مميز يختص به ... مع إنه ألقى قصائداً لرواديد كثيرة ... هو يجيد تقمص أساليبهم ... لكنه تمكن من التفرد بأسلوبه الخاص.... وحين خروج الموكب هو أيضاً من يسد النقص.


نحن تجد فينا العنفوان والرفض والمجادلة والمشاكسة ... أما هو فلا تجد إلا الوداعة والقبول والرقة من جانبه ... ماتريد منه فخذه ... وماتعطيه من رغبة فلا راد لها ... أما إذا جاء دوره كرادود فتراه صوتاً صداحاً يفرغ مكنون صدره في ألحانه ... وتراه يزأر بصوته في ألحان البسالة يدبج فيها ملاحم الشجاعة العباسية والبسالة العلوية ...

فلا عجب إن رأيت كثيراً من المعزين طبعوا حبه في شغاف قلوبهم وتعلقوا بما يقدم لهم من رثاء جميل لذيذ ... وغير منسي من الذاكرة مانقل عن المرحوم الرادود (حمزة الصغير) حين زار البحرين ... استضافته قرية الديه في موسم عاشوراء ليحيي لديها مأساة الحسين ... حين سمع (حمزة الصغير) صوت (الملا عبدالعزيز) أبدى إعجابه بقدرته وموهبته ودعى لتقدير هذه الملكات في شخصه ...

كذلك الخطيب (سيد عدنان البكاء) أثنى على أدائه وحنجرته وتحملها ... قطع شوطاً طويلاً في مهنة الرادود ... كان الكبار من الآباء وممن يعتادون على زيارة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف يجشمون أنفسهم عناء جلب أشرطة الرواديد الجديدة ... كانت القصائد تسجل على أشرطة أسطوانية تستوعب أكثر من عشرين ساعة تسجيل ... بعد عودتهم يلقون بثمار سفرتهم من أشرطة عند الملا ... وهو بدوره يفرغ الأشرطة ويحفظ الألحان ولربما تفنن في استبدال الألحان أو الكلمات حسب الحاجة .

في الثمانينات أصبح عطاؤه في ذروته العظمى ... ولم يكتف بنفسه فدائياً في موكب الحسين (ع) .... إنما حث أبناءه جميل وشاكر وفيصل ليتقدموا في هذا الركب ... ولقد مارسوا تأدية المهمة لسنين ... نعم بهذه الشخصية أي نفس لا يأسرها الإعجاب ...

إنما نحن لا نقدر من يعيش بين ظهرانينا إلا إذا واراه التراب ... وبتقادم فقدانه يصبح أغلى ... وفي الأكثر لا نملك تكريما سوى الرحمات ... فهي جهد العاجز ... أسفي كبير لكوني لم أكتب للملا سوى قصيدة واحدة أجرى تلحينها وألقاها ليلة السابع من المحرم قبل وفاته رحمه الله بسنوات ... يبو فاضل هاك العلم طب الشريعة.....لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:24 am

9
شيخ الرواديد عبدالرضا

الزمن كفيل بصناعة المتغيرات ... وبأخذنا من حدث لغيره مختلف ... وإن كان الزمن جامدا ونحن الذين ندير دفته ... ونصنع منه بطلاً يحرك الأحداث ... نحن نتغير فنغير الزمان ولاغير ... إنما الزمن تمثال تحركه أيدينا كبيادق الشطرنج ... نصنع منه السعادة ... ونلقي على أنفسنا به التعاسة والبؤس ... ونعيب زماننا وما لزماننا عيب سوانا ...

في الثمانينات المتصرمة للمشاركين في الموكب طاقة جبارة تستحق إلقاء النظر عليها ... في أيام العشرة يشاركون في الموكب على مدى أربعة أيام متوالية من السابع حتى العاشر ... يضاف لهذا إضافات من جوانب ... يوم الثامن عصرا يشاركون في موكب (أبو قوة) ... كموكب اضافي ... مع وجود الموكب الأساسي في السنابس ... ينقسم المعزون إلى فريقين ... فريق في السنابس وفريق في( أبو قوة) ... ولايكاد النقص يبدو في أي من الموكبين ... ويوم العاشر صباحاً يشاركون في (المعامير) ...

(المعامير) قرية واسعة طرقها ... عند خروجك بالموكب تشعر كأنك حبة رمل في صحراء من سعة فضائها ... ويوم التاسع صباحاً يشاركون في كرباباد ... ويبقى الموكب ليلاً وعصراً كما هو دون تأثر بالمشاركات الجانبية ... المشاركة في المواكب الأخرى للقرى المجاورة تعد دفعاً لعجلة التعاون على البر والتقوى ... واظهارا لصور التلاحم والتآزر.

مشاركاتي متتالة ومتعاقبة ... بين مأتم الشباب والكبار ... كان الصوت في ميعة الصبا ويسعفني ... إلا أنه أوصلني إلى التاسع من المحرم وبحت حباله ... يوم الثامن أثناء الذهاب إلى (أبو قوة) قمت بالمشاركة في موكب المسير طول الطريق ... وعقبت بعد هذا بالمشاركة في ليلة التاسع الطريق بأكمله ... كانت القصيدة ذات مطلع حماسي ... ثورة الأكبر المدى الأعوام ...

في مناسبات صفر نحيي الوفيات في مأتم عبدالإمام ... بنشاط متصل لا يعرف تطلعاً للانقطاع ... وهاقد أصبحت تلميذا في مدرسة جدحفص الصناعية ... في قسم الخراطة كنت ... الدروس العملية تكون في المساء ... من العصر حتى الغسق في الليل ... ليلة وفاة الإمام الحسن الزكي (ع) ... الوقت يمضي براحته بطيئاً كأنه يتعمد إغاضتنا ...

أنتظروقت الإنصراف ... للذهاب للموكب ... الأعصاب مشدودة متوترة ... القلق والإنتظار جعلاني على شفا جرف من الأنفعال ... ولأقل المنغصات ... كانت النتيجة شجاراً حاداً بيني وزميل لي في نفس الصف ... ألقيت على رأسه قطعة من الحديد الصلب ... وبادلني الضربة بلكمة فوق فكي ... نتيجة الإعتصار الواقع على الذهن خلف تشنجاً في الأعصاب أدى إلى عدم التحمل ...

لربما حملنا الظروف تبعة مايرد علينا من سوء ... ولم يكن السبب سوى التوتر ... وعدت لمنطقتي لإحياء المناسبة في مأتم عبدالإمام ... القصيدة أفرغتها من شريط (عبدالرضا النجفي) ... هذا الرادود له إنطباع خاص في ذاتي ... ولصوته لمسة مميزة في روحي ... سمعت كل ماوقع في يدي من إنتاجه المبدع ... حنجرته ذات الصوت الجهوري الرخيم لا تجد لها مثيلاً إلا القليل ... إذا توجه للرثاء جر لنفسك إلتياع التحسر ... وإن أنحنى على قصائد الحماس وجدت اللهب يتطاير من أدائه ... وفي صوته تغريدة لم أسمعها من الرواديد العراقيين ... هومن يجيدها فقط.

يرفع صوته بطبقة الجواب وجواب الجواب فيسلب الألباب بشجاه ... وقصائده شهوده لاماأقول ... تتنوع الأنفاس في ألحانه وطرائقها ... لذلك كان الإبداع مسلساً له قياده منقادا في يده ... قصيدته في الحسن المجتبي (ع) تقول ... ذاب الحسن قلبه ... آيس من حياته ... شبلك يابو السبطين ... قام يودع حسين ... ألقيتها بنفس اللحن والكلمات ...

حين ذاك كان العزاء البحراني يعول على الإنتاج والأسلوب العراقي ... فجل قصائدنا نقتبسها ونستقيها من العزاء العراقي ... حتى الكلمات معظمها تجد فيها النفس العراقي واللهجة العراقية ... تبعاً لهذا يكون حتى أسلوب ممارسة العزاء قريباً من الأسلوب العراقي إن لم يكن أغلبه من هناك ...

ولفترة طويلة طبعت ثقافة العزاء العراقي ملامحها على مواكب وألحان وشعر العزاء البحراني ... وللراوديد الكبار مثل (عبدالرضا) الرادود وأقرانه دور في تغذية المواكب بالكثيرمن العطاء حينها ...

في مرة أخرى أستعنت بقصيدة له أخرى ... وألقيتها باللحن السابق في مأتم السنابس ... وإن كان هو جاء بها في الشريط بطريقة مختلفة جداً ولا تقل تأثيرا عن الطريقة السابقة ... القصيدة بمناسبة ذكرى الأربعين ... ياحيدر الطيبين بالغربة عافوني ... في كربلاء وحدي ... ولا أخو تم عندي.

... أستغليت وحدة الوزن في القصيدتين ... فساوقت بينهما واستبدلت لحنه ... وألقيتها وكانت جميلة رائقة ... مأتم السنابس لا يحيي سوى أربعة أيام في محرم الحرام وثلاثة في سواه ... هي ذكرى الأربعين ... ووفاة الرسول (ص) ... ووفاة الإمام علي (ع) ... في تلك الأيام كثير من المآتم لا يحيون وفيات الأئمة عليهم السلام ... الإحياء كان مقتصرا على وفيات الأئمة في صفر فقط عند البعض وليس الكل ...

لم يكن العزاء بنسبة كبيرة ... حتى نسبة الوعي لم تكن متوفرة ... فالصحوة لازالت في باكورتها ... وببركة الثورة الإسلامية ... النفوس تحتاج لهزة بين الفترة والأخرى لإيقاظها من غفوتها ... ركام الغفلة والتغافل يعلق بالنفس ويحجبها ... الظاهر أن الثورة الإسلامية كانت هزة عنيفة أيقظت السادرين في سباتهم ... وأرجعتهم إلى جادة الصراط المستقيم ... وأثرت الإحساس بالمسؤلية وأماطت حجب الجحود ... ونقلت الناس من فترة خاوية من الإحساس إلى زمن تترقرق فيه جداول الأريحية الإيمانية....لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:24 am

9
شيخ الرواديد عبدالرضا

الزمن كفيل بصناعة المتغيرات ... وبأخذنا من حدث لغيره مختلف ... وإن كان الزمن جامدا ونحن الذين ندير دفته ... ونصنع منه بطلاً يحرك الأحداث ... نحن نتغير فنغير الزمان ولاغير ... إنما الزمن تمثال تحركه أيدينا كبيادق الشطرنج ... نصنع منه السعادة ... ونلقي على أنفسنا به التعاسة والبؤس ... ونعيب زماننا وما لزماننا عيب سوانا ...

في الثمانينات المتصرمة للمشاركين في الموكب طاقة جبارة تستحق إلقاء النظر عليها ... في أيام العشرة يشاركون في الموكب على مدى أربعة أيام متوالية من السابع حتى العاشر ... يضاف لهذا إضافات من جوانب ... يوم الثامن عصرا يشاركون في موكب (أبو قوة) ... كموكب اضافي ... مع وجود الموكب الأساسي في السنابس ... ينقسم المعزون إلى فريقين ... فريق في السنابس وفريق في( أبو قوة) ... ولايكاد النقص يبدو في أي من الموكبين ... ويوم العاشر صباحاً يشاركون في (المعامير) ...

(المعامير) قرية واسعة طرقها ... عند خروجك بالموكب تشعر كأنك حبة رمل في صحراء من سعة فضائها ... ويوم التاسع صباحاً يشاركون في كرباباد ... ويبقى الموكب ليلاً وعصراً كما هو دون تأثر بالمشاركات الجانبية ... المشاركة في المواكب الأخرى للقرى المجاورة تعد دفعاً لعجلة التعاون على البر والتقوى ... واظهارا لصور التلاحم والتآزر.

مشاركاتي متتالة ومتعاقبة ... بين مأتم الشباب والكبار ... كان الصوت في ميعة الصبا ويسعفني ... إلا أنه أوصلني إلى التاسع من المحرم وبحت حباله ... يوم الثامن أثناء الذهاب إلى (أبو قوة) قمت بالمشاركة في موكب المسير طول الطريق ... وعقبت بعد هذا بالمشاركة في ليلة التاسع الطريق بأكمله ... كانت القصيدة ذات مطلع حماسي ... ثورة الأكبر المدى الأعوام ...

في مناسبات صفر نحيي الوفيات في مأتم عبدالإمام ... بنشاط متصل لا يعرف تطلعاً للانقطاع ... وهاقد أصبحت تلميذا في مدرسة جدحفص الصناعية ... في قسم الخراطة كنت ... الدروس العملية تكون في المساء ... من العصر حتى الغسق في الليل ... ليلة وفاة الإمام الحسن الزكي (ع) ... الوقت يمضي براحته بطيئاً كأنه يتعمد إغاضتنا ...

أنتظروقت الإنصراف ... للذهاب للموكب ... الأعصاب مشدودة متوترة ... القلق والإنتظار جعلاني على شفا جرف من الأنفعال ... ولأقل المنغصات ... كانت النتيجة شجاراً حاداً بيني وزميل لي في نفس الصف ... ألقيت على رأسه قطعة من الحديد الصلب ... وبادلني الضربة بلكمة فوق فكي ... نتيجة الإعتصار الواقع على الذهن خلف تشنجاً في الأعصاب أدى إلى عدم التحمل ...

لربما حملنا الظروف تبعة مايرد علينا من سوء ... ولم يكن السبب سوى التوتر ... وعدت لمنطقتي لإحياء المناسبة في مأتم عبدالإمام ... القصيدة أفرغتها من شريط (عبدالرضا النجفي) ... هذا الرادود له إنطباع خاص في ذاتي ... ولصوته لمسة مميزة في روحي ... سمعت كل ماوقع في يدي من إنتاجه المبدع ... حنجرته ذات الصوت الجهوري الرخيم لا تجد لها مثيلاً إلا القليل ... إذا توجه للرثاء جر لنفسك إلتياع التحسر ... وإن أنحنى على قصائد الحماس وجدت اللهب يتطاير من أدائه ... وفي صوته تغريدة لم أسمعها من الرواديد العراقيين ... هومن يجيدها فقط.

يرفع صوته بطبقة الجواب وجواب الجواب فيسلب الألباب بشجاه ... وقصائده شهوده لاماأقول ... تتنوع الأنفاس في ألحانه وطرائقها ... لذلك كان الإبداع مسلساً له قياده منقادا في يده ... قصيدته في الحسن المجتبي (ع) تقول ... ذاب الحسن قلبه ... آيس من حياته ... شبلك يابو السبطين ... قام يودع حسين ... ألقيتها بنفس اللحن والكلمات ...

حين ذاك كان العزاء البحراني يعول على الإنتاج والأسلوب العراقي ... فجل قصائدنا نقتبسها ونستقيها من العزاء العراقي ... حتى الكلمات معظمها تجد فيها النفس العراقي واللهجة العراقية ... تبعاً لهذا يكون حتى أسلوب ممارسة العزاء قريباً من الأسلوب العراقي إن لم يكن أغلبه من هناك ...

ولفترة طويلة طبعت ثقافة العزاء العراقي ملامحها على مواكب وألحان وشعر العزاء البحراني ... وللراوديد الكبار مثل (عبدالرضا) الرادود وأقرانه دور في تغذية المواكب بالكثيرمن العطاء حينها ...

في مرة أخرى أستعنت بقصيدة له أخرى ... وألقيتها باللحن السابق في مأتم السنابس ... وإن كان هو جاء بها في الشريط بطريقة مختلفة جداً ولا تقل تأثيرا عن الطريقة السابقة ... القصيدة بمناسبة ذكرى الأربعين ... ياحيدر الطيبين بالغربة عافوني ... في كربلاء وحدي ... ولا أخو تم عندي.

... أستغليت وحدة الوزن في القصيدتين ... فساوقت بينهما واستبدلت لحنه ... وألقيتها وكانت جميلة رائقة ... مأتم السنابس لا يحيي سوى أربعة أيام في محرم الحرام وثلاثة في سواه ... هي ذكرى الأربعين ... ووفاة الرسول (ص) ... ووفاة الإمام علي (ع) ... في تلك الأيام كثير من المآتم لا يحيون وفيات الأئمة عليهم السلام ... الإحياء كان مقتصرا على وفيات الأئمة في صفر فقط عند البعض وليس الكل ...

لم يكن العزاء بنسبة كبيرة ... حتى نسبة الوعي لم تكن متوفرة ... فالصحوة لازالت في باكورتها ... وببركة الثورة الإسلامية ... النفوس تحتاج لهزة بين الفترة والأخرى لإيقاظها من غفوتها ... ركام الغفلة والتغافل يعلق بالنفس ويحجبها ... الظاهر أن الثورة الإسلامية كانت هزة عنيفة أيقظت السادرين في سباتهم ... وأرجعتهم إلى جادة الصراط المستقيم ... وأثرت الإحساس بالمسؤلية وأماطت حجب الجحود ... ونقلت الناس من فترة خاوية من الإحساس إلى زمن تترقرق فيه جداول الأريحية الإيمانية....لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف خروف نايم الجمعة فبراير 15, 2008 4:25 am

11
من الجنوب إلى الشمال

عندما يكبر الشخص تتبدّل رؤيته للأحداث ... فما كنت تراه أبّان فترة المراهقة قد لا تراه صحيحاً وأنتَ تُناهز الأربعين ... فترة المراهقة فترة اكتساب تجارب ونضوج ... ونحن في تلك الآونة كفاكهة خضراء لا زالت لم يكتمل نضوجها ... وببلوغنا ما بعد العقد الثالث من العمر نعيد رؤانا في ما أسلفنا ... كثيراً ما نخطئها ونلومها ... ونوسع أنفسنا شجبا وغرابة مما صدر منّا ...

لا نجد طريقة صادقة نُشخّص بها اللحن الناجح ... تارة نعتقد بأنَّ القصائد ذات الأبيات العمودية مؤهلة للنجاح ... وأخرى على ما في اللحن من نفس جديد ... نُقلب الألحان وجهاً لآخر علّنا نجد مميزات النجاح ... ولا نجد شيئاً إنما هوَ التوفيق الإلهي ...

اللحن فن من الفنون ... يعبرك وتبقى مترنماً بجماله ... مأسورا بنغمه ... وبسكوت أو انشغال يغيب ولا تجد له أثرا ... يذوب كالشبح في الفضاء ... لا بُدَّ للحن من قيد تأسره به في وثاقك ... التسجيل الصوتي الحل الأمثل لعدم الهُروب من الذاكرة ...

كتبت (لحسن المعلمة) القصائد ولكثيرين أثناء ما كُنت أزاول الإنشاد في مأتم (عبدالإمام) ومأتم السنابس ... اتفقنا على قصيدة واحدة نُلقيها في المأتمين ... هو في مأتم بن خميس وأنا في مأتم السنابس ... ولم تشأ الأقدار نجاح هذا المشروع ... الفكرة راقية تبعث الأمل في التقارب بين المأتمين ... الشعراء قلّة وثلة نادرة في المنطقة في تلك السنوات ... أو لعله الخوف واراهم في جلابيبه ...

كتبت قصيدة أعطيتها للناشئ (علي المحرقي) ... أدربه على ألقائها في يوم السابع من المحرّم ... لم يكن يستوعب الطريق رادود واحد ... قد يتعاقب على إكمالها ثلاثة رواديد ... مطلع القصيدة خطاب من الإمام الحسين (ع) للعبّاس (ع) ... خويه راعي الشيم ... ألقى القصيدة في الثلث الأول من الطريق ... وعقّبت بعده بقصيدتي ...

أعترف أنَّ مطلعها كانَ صعباً بالنسبة لجمهورنا البسيط ... ولعلها من أكبر المشاكل أن لا يُراعي الرادود والشاعر المستوى المتواضع لثقافة الناس ... على صعيد المستهل ... الناس سيرددون المستهل ولا بُدّ من جعله مفهوماً وملفوظاً بسهولة ... أمَّا إذا كان على غير هذا ... فكل ما تعود به النتائج علينا صعب ولا نرتضيه ... كلما ساوق النص المستخدم في المستهل استيعاب الناس كلما كان ناجحاً ...

المستهل يقول ... يا ضيغماً يا نجماً ... سار ليمحو ظلماً ... راية محمّد رفّت ... وتسهيلاً للحفظ كتبت النص على قصاصات أوراق بحجم الكف ... ما يربو على خمسين ورقة وزّعتها على المُعزّين ... هذه الطريقة كانت سائدة آنذاك ... يستخدمها بعض الرواديد لتسهيل عملية نجاح القصيدة ...

طريقة لها في السلب كثير ...منها يعتاد الجمهور على الحفظ بالورق ولا يعمل حافظته بالطريقة المألوفة عن طريق تركيز السمع ... وتأخذ من الرادود جهداً ... وتشغل المعزّي عن العزاء بالانشغال بالقراءة ... فضلاً عن كونها طريقة لا يُفضلها الأُمّيون...

إيجابياتها أنها ترسخ في الناس النص صحيحاً ... فهم يقرأوونه مكتوباً ... ولا يتوهمون في النص أي خطأ يقودهم إلى اللفظ الخاطئ ... حيث أنّ هناك كثير من مطالع القصائد ترسّخت في أذهان المُرددين بخطأ لفظي ...

استمريت في تكرار المستهل على مسامع اللاطمين ... إلا أنّ النتيجة كانت قليلاً من الحفظ لا يتلاءم معَ الجهد المبذول من تكرار على الآذان ... وأوراق مكتوبة ... حتى لم يبق من الطريق إلا ثلثه وكأني أحاول تجفيف البحر ...

توقف الموكب بالقرب من الجبّانة (المقبرة) ... لتأدية دور الوقفة والهوسة ... عندما كنت نافذ الصبر حنقاً على إخفاقي في تحفيظ الجمهور ... أدرت رأسي للخلف ووضعت اللاقط في أقرب يد ورائي ... ووليت خارجاً من الموكب ... مُندسّاً في الأزقة عائداً إلى المأتم ... ملا (عبدالعزيز) رحمه الله قام بعبء إتمام الموكب ... لأنه جندي المهمات الصعبة الطارئة ...

انتهى موكب يوم السابع بنهاية مزعجة ... اعتبرها الكبار تمرداً من صغير لا ينبغي له الخروج عن الجادة ... وببساطة بريئة اعتبرت نفسي لم أجترح شيئاً يُذكر ... ولم أدرِ أنَّ فعلتي حرّكت الكبرياء في رؤوس القائمين على الموكب ...

جئت ليلة الثامن وكأن شيئاً لم يكن ... أحسب الأمور عابرة ... وإذا بأحدهم يقبل نحوي يزُف إليَّ خبراً ... جرى حجبي عن مُزاولة الإنشاد في الموكب ... قرار يحمل في جنبيه خلفيات مسبقة عن دوري ... لا يظهر من الحركة أنها تستحق هذا القرار المتعسف ...

مع افتراض كوني مخطأ ... كان الأجدر بهم الجلوس معي ... والاستماع مني لدوافعي ... وبين ما يرون فيه زللاً من جانبي ... وبعدها إن أرادوا اتخاذ القرار الصارم بشأني لربما كان لهم عذرهم ... ويبقى الكبار يفكرون بطريقة أنَّ الصغار المفروض أن يتصرفوا كالكبار ...ناسين أيام هم صغار كم أخطئوا مثلنا ...

أستطيع القول أنه قرار نقلني من معسكر الجنوب إلى معسكر الشمال ... من مأتم السنابس إلى مأتم بن خميس ... قرار لونني بلون معسكر تجاه معسكر في معركة لم أعش تفاصيل خلافها ... ولا ناقة لي فيها ولا جمل ...لنا عودة
خروف نايم
خروف نايم
حسيني مميز
حسيني مميز

انثى عدد الرسائل : 312
المزاج : خروفي خروفي لابس بدلة صووووفي
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 3211
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue25 / 10025 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف صعبة المنال *_* الإثنين فبراير 18, 2008 9:08 am

يسلموووووووووووووووووووو
صعبة المنال *_*
صعبة المنال *_*
مشرفة منتدى التسلية والمرح
مشرفة منتدى التسلية والمرح

انثى عدد الرسائل : 1797
العمر : 34
رقم العضويه : 20
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 710
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 14/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف ام القمر الإثنين فبراير 18, 2008 9:27 am

يسلموووووووووووووووووووووووو خروفنا
ام القمر
ام القمر
المشرف المميز
المشرف المميز

انثى عدد الرسائل : 1618
رقم العضويه : 3
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 1210
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 07/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تجارب موكبية في سيرة رادود Empty رد: تجارب موكبية في سيرة رادود

مُساهمة من طرف لمعه الماسه الإثنين فبراير 18, 2008 12:45 pm

يسلموووووووووووووو
لمعه الماسه
لمعه الماسه
نائــــــــبة المــديرة
نائــــــــبة المــديرة

انثى عدد الرسائل : 3304
العمر : 37
المزاج : مزاجي صعب صدقني
رقم العضويه : 2
مزاجي : تجارب موكبية في سيرة رادود 8611
نشاط العضو :
تجارب موكبية في سيرة رادود Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تجارب موكبية في سيرة رادود Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 06/01/2008

http://joood.ahlamontada.com/index.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى